منتدى الروائع التطوعي النسائي بمكة المكرمة

بوح بقلم الكاتبة / أ . أسماء الزهراني


      إهداء من القلب لروائع داعيات


رائعة هي تفاصيل الحياة عندما تسوق أقدامنا نحو مسار الصدف الجميلة،
فكم من صدفة واحدة خير من ألف ميعاد... قبل تلك البدايات كانت الدروب والقلوب في اتجاه آخر لا تعرف بعضها،
وبعد ذلك تآلفت القلوب رغم بعد الدروب وتآلفت الأرواح رغم بعد اﻷجساد..
 يا له من التقاء، ويا له من ائتﻻف!
 أي لوحة أجمل من هذه اللوحة التي أتقنتها ريشة الحب الصادق! الحب الذي لا يعرف الزيف ولا يتصف بالأنانية..
 الحب الذي ينبض نقاءً، ويحتضن الصفاء، ويربي إخاءً صاقًا.
أي حب أنقى وأصفى وأي علاقة أصدق وأبقى من حب اﻷرواح التي لا تعرف إلا اﻷرواح؟
 حب تعانقت أنفاسه في فضاءات السماء فأمطرت غيومه غيث التضحية والنقاء،
 على تلك الأراضي الخضراء، وتلك الرحاب الواسعة ، التي غرست فيها بذور البداية أيادي أم مهند الغالية..
 فأثمرت محبة وتدلت من غصونها عناقيد الوفاء والنصح،
وحينما حان قطافها هفَت إليها أرواحُنا قبل أيدينا، لكي تتذوق حلاوتها فنقطفها بأيدينا جميعًا،
ونتذوق حلاوتها لنعود لروعة تلك البدايات التي بدأناها.

جميلٌ هو هذا الحب، رغم بعد تلك الأجساد، وامتداد تلك المسافات..
فكم من أجساد قريبة كل القرب من بعضها ألا أنها بعيدة كل البعد بالأرواح..
 وكم من أجساد بعيدة كل البعد إلا أنها قريبة اﻷنفاس كاقتراب النبض من القلوب،
(والأرواح جنودٌ مجنَّدة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف) كما قال عليه الصﻻة والسﻻم.

 غالياتي ..
هذا هو صدق علاقتنا وهذا هو طهر محبتنا، وأي طهر هو، 
طهر الحب في الله وأي ظل كظلال عرش الله يوم لا ظل إلا ظله. 
قد ينكسر شموخ قلمي أمام ما أكتبه عن هذا الحب، وقد تتلعثم الكلمات على شفاهي عندما أبوح بهذه المشاعر،
 فأنا أقف مكتوفة اليدين أمام أسوار الحيرة ، وصامتة على ضفاف هذا النهر الجاري من المحبة،
 ليس لأني لا أحمله بل لأني لا أستطيع أن أصفه..
مرت اﻷيام والشهور، وكلما مرت توطدت العلاقة وأحكم القيد على معاصمنا
ولكن هيهات لهذا القيد أن يدميها، فهو ليس قيد يأسر الحرية!
بل هو قيد من العهد والوفاء وإن تفرقنا أجسادًا نكون روحًا واحدة نتفس منها،
فأنى لسجان الخيانة أن يكسره؟ وأنى لهذا القيد أن ينكسر؟ 
وما يربطنا هو صاحب الحبل المتين والركن الشديد سبحانه.
غالياتي..
 لكل منا نبضها الخاص ورسمتها المميزة،
عندما أتت تلك التي لها الفضل بعد الله لكي تسلمنا  هذه اللوحة فأعطت كل منا ريشة ولونًا وأفسحت لنا
وهو الجمال الذي لا تشوه ملامحه أيادي العابثين..
 تلك التي غرست ونحن من سقينا، وفي نهاية الموسم قطفنا جميعنا تلك الثمار،
جزاك الله خير الجزاء غاليتي أم مهند، 
فالحروف عند وصفك تخجل، والمشاعر في حضرتك تتلاشى، ويبقى الصمت هو سيد المكان.
وجزاكن الله أخواتي المشرفات والعضوات الجزاء الأوفى،
فنحن لوﻻ  الله ثم أم مهند لم نكتمل، وأم مهند لولا الله ثم لوﻻنا لم تبتدئ، ﻷن كلانا روح في جسد واحد.
 
أعتذر لكم غالياتي إن خانتني الكلمات في وصفكم..
وتبعثرت الحروف في حضرتكم..
فأنتم أكبر من أن تحملكم سطور،
 أو تصفكم حروف، ولا يسعني إﻻ أن أدعو لي ولكم بأنه  مثلما جمعنا الله في دار الفناء
أسأله أن يجمعنا تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله في دار البقاء إنه وحده القادر على ذلك،
 دمتم بخير وسلمتم من كل شر..
بقلم الكاتبة / أ.أسماء الزهراني...
بـتاريخ /1436/9/9هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إدارة مشروع روائع داعيات تشكرك على مرورك
وتتمنى لك وقتاً ممتعاً يَعُم بالفائدة