منتدى الروائع التطوعي النسائي بمكة المكرمة

بوح بقلم الكاتبة / مرام الكـناني



                                                                    
   " صرخة الــم "


 
عنـد السـاعةِ الواحـدةِ والنـصف مسـاءً، طُرق باب منزلِنـا.

أنا : من يأتيـنا في هذا الوقـت يَا أبي؟
أبي: لا أعلمُ، لكنني سأذهَب لأرى مَن خلـفَ البـاب.
مضـى والدي مُسـرعًا بتعجُـب من الأمـرِ، فتحَ البـاب فكانـت الصدمـة!.
وإذا بصوتٍ طفولـيّ:
أنقذنـي، أرجوك أنقذنـي
أبـي: ادخـلي
ـــ
ذهبتُ لأرى ماذا يحدُث في الخـارج ولكن لَـم أستطـع إكمـال خطـواتي من هول ما رأيـتهُ أمامي!.
طِفـلةٌ لم تتجـاوز الثـامنـةَ مـن عمُرها، 
عيناها ممتلئتين بـالكـدمـات، ولِبـاسُهـا مُمـزقٌ ومُتـسِخ،
 وجـسدُهـا يبـدو عليـه أثـارُ حـريق..
أنـا وبِخـوف: أبـي، مـن تكـون هَـذه؟
أبـي وهو ينظُر للطِفلـة: لا أدري!.
اقتربتُ منـها وقَبّلـتُ جبينِـها، وسألتُهـا: ما اسمُـكِ؟
ــ ملاك
أنا: قُوليِ لي لِـمَ أتيت إلى هُـنا ومـا هـذه التـشوهَـات التـي على جـسدكِ!.
ملاك بنبرةِ بُكاء: أبـي يضـربُني
أنا: كـيف لـهُ أن يضربُـكِ هـكذا!
ــــــــ
بدأت ملاك تـروي قِصـتها مع والِدهـا بأنـهُ يستخـدِمُ العُنـف فـي حيـاتِـه،
 وفـي نهايـة رِوايتهـا لـي بمـا حصل معـها من العذاب،
 قالـت:
لقـد هَـربتُ من منزِلنـا وحـدي وتركـت أخـي الأصـغر وأنـا خائفـةٌ عليـه، 
سيـقتُلـه أبـي إن بقـي.
أمسكتُ بيدِهـا اليُسـرى وقلتُ:
سنأتـي بِـه بِـقدرةٍ من ربٍّ رحـيم.
مدّت لي يدهـا اليُمنـى وقالت
ملاك وهي تبكي: انظُري آنسـتي، لقـد أحرقَ أطراف يـدي بِـالنار،
ـــــــــ
  احتضنتها وأنـا لا أشعُـر بمن حـولي .
وبِصرخـةٍ تُعبـر عـن الألـم الذي أصابنـي عند رؤيتِهـا بذلكَ المنظرُ:
ويـحٌ ﻵبـاءٍ لا يخـافونَ الله فيما رزقهُـم به..
_
رأيتُ فـي عينيهـا ألمٌ يعتصِرُ ما بداخِلها، أغمضتْ جَـفنيـهـا وقالت في يأس:
سيُعاقبكَ الله يـا أبي..



لِـ|| مـرام الكِـنانيBlack nib️..






                                                                     "صديقتي"

 لِـروح الصداقـةَ لـذةٌ لا تُفنى، ﻻ يشعُـر بِـها إلا مـن ذاقَ مرارة البُـعد عن الأصـدقاء،
ذات يـوم بدأت أُحادثهـا وأُخبرهـا بأنهـا نعمـةٌ من الخالـق فقـد رُزقـت بهـا،
فَـكانت تبتسـمُ وملامـحَ الحُزن في عينيـها، تساءلتُ فِي نفـسي لـِمَ تبـدو حزينة؟
كررتُ ذلـك السؤال حتى أنهيـتُ صمتـي وقُلـت لهـا؛
مـا بهـا عيـناك الجـميلتان، لـم أرىٰ بِـها مِـن الفَـرح مـا يكفي؟.
نَظـرت إليّ بانـكسار وقالت؛
سـوف يأتـي اليـوم الذي لـن تبقـى روحـِك مُتعلـقةٌ بـي، أعـدُك،
أصـبحتُ فِي يـومٍ بـاكر ولـم أجدها، حقًا خُذلـت..


 لِـ|| مـرام،الكِـنانيطرف قلم أسود️..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إدارة مشروع روائع داعيات تشكرك على مرورك
وتتمنى لك وقتاً ممتعاً يَعُم بالفائدة